وَجَعَلْنَا مِنَ الماَءِ كلُّ شئٍ حَيٌّ
الماءُ لاعبٌ رئِيسيٌّ في الحياةِ, فهوَ عاملٌ مشتركٌ بَلْ غاَلبٌ في مَكوْناَتِ الوجودِ, فلقد ثَبَتَ أن كلَّ ما يُمكِنُ أن يخطُرَ علىَ بَالِ الإنسانِ يدخلُ فيه الماءُ بصورةٍ أو بِأُخرَى إذْ أنَّ كلَّ نَباتاتِ الأرضِ وما صنعَ مِنْ خَشَبٍ أو نوَاتجِ النباَتِ كان الماءُ سببًا فيه وكل ما ارتبطَ بإنسانٍ أوحيوانٍ كان الماءُ جزءًا منه، فضْلاً على أنَّ احْدُثَ الإكتشافاتِ العلميةِ تُشيرُ إلىَ أنَّ كلَّ الكوْنِ كان من ماءٍ في بدايةِ خلقِهِ.
وُجود الكونِ دلالةٌ على وجودِ الخالقِ
إن هذا الكون يُعتبرُ من أعظمِ الدلائلِ على وجودِ اللهِ تعالىَ، وأن الكثيرَ من أسرارِ هذا الكونِ يَشهدُ بأن هناك خالقاً حكيماً أبدعُ كلُّ شيءٍ وجعل هذا الكون دليلٌ على وجودِهِ تعالىَ ولا يُمكنْ أن يوجدَ صدفةٌ، لأن كلَّ حادثٍ لا بد لهُ من مُحْدثٍ، ولأن وجودُها على هذَا النظامِ البديعِ المُحْكمِ، والتناسُقِ المتآلِفِ، والارتبَاطِ المُلْتَحِمِ بين الأسبابِ ومسبَّبَاتِهَا، وبين الكائناَتِ بعضُها مع بعضٍ يمنع منعاً باتاًّ أن يكون وجودُها صدفةٌ. قال الله تعالى: ﴿ أمْ خَلقُوا مِن غيرِ شيءٍ أمْ همُ الخاَلقُون. أمْ خلقُوا السّماَواَتَ والأرضَ بلْ لاَ يُوقِنُون﴾ [الطور: ٣٦-٣٧[.
تنظيم الكون
سبحان الله, هذا اللفظ الذي خرج منا إذا رأينا السماء وما فيها إما السحب و الفضاء الذي يجري فوقنا بدون عمد, ليس كمثل بناء البيت الذي إحتاج السقف للعمود في قيامه, قال الله تعلى: ﴿ الله الذي رَفَعَ السَّمَواَتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلىَ العَرْشِ وَ سَخَّرَ الشَّمسَ و القمرَ كلٌّ يجري لاجَلٍ مُّسَمّىَ يُدَبِّرُ الاَمْرَ يُفَصِّلُ الاَياَتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاَءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُون﴾[الرعد: ٢].
نعم الله المتعددة
نعم الله كثيرةٌ, احدُهاَ من الثمرَاتِ, و هناك الحقيقةُ العلميَّةُ إن الذِي يتأملُ آياتَ القرآنِ أثناءَ الحديثِ عنْ طعامِ أهلِ الجنةِ يلاحظُ أنَّ الله تعالىَ يذكرُ الفَاكهةَ أولاً ثم اللحمَ، وفي ذلك حكمةٌ طبيةٌ عظيمةٌ فالفاكهةُ تحوِي سُكريَّاتٌ بسيطةٌ وسهلةُ الامتِصَاصِ والهضْمِ وهي المصدرُ الأساسيُّ للطَّاقةِ في الجسْمِ، وبالتالي فإنهَا تُذهبُ الجوعُ، بينمَا لَو بدأ الإنسانُ بأكلِ اللحمِ أولاً فسوْفَ يحتَاجُ جسمُهُ إلى ثلاَثَ ساعَاتٍ حتىَ تكتَملُ عمليةُ الامتصَاصِ، وهنا تتجلَّى الحكمةُ من ذلك. يقول تعالى: ﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ [الواقعة: ٢٠- ٢١].
النعمُ التي خَاصةٌ بالإنسانِ كثيرةٌ )الهَوَاءُ(
الهواء عنصرٌ أساسيٌّ لحياةِ كافةِ الكائناتِ الحيَّةُ إمَّا من إنسانيةٍ حيوانيةٍ ونباتيةٍ، كماَ عرفنَا أن كلَّ المخلوقاتِ يحتاجون إلى الماءِ, والماءُ متوفرةٌ, احد الطرُقِ في حصْلهَا فهو من مطرٍ وبدونِ الهواءِ لا يمكنْ أن يكونَ هناك مطرٌ، لأن الهواءَ يبقي قطراتَ الماءِ الضئيلةِ معلقةٌ في الفضَاءِ، وهي تكون السحبُ، والأكسيجينُ الذي يحتوي عليهِ الهـواءُ لازمٌ للإحترَاقِ, وكما رأينا فالهواء مُوصَّلٌ للصوتِ، والهواء يقي الأرضَ من كافةِ الإشعاعاتِ الخطيرةِ المنبعثةِ من الشمسِ.
يجب على الإنساَن شكرُ المنعم فهو الله
هذا ظاهر طبعا, يجب على المُنعَمِ شكر المنعِمِ, نحن كالبشر لا بد علينا أن نشكرَ النعمَ التي قد أعطَاهُ الخَالقُ هذه الكائناتِ في كلِ وقتٍ كمَا سَبَحَ كلُّ ماَفِي السَّمَاوَاتِ والأرضِ ليلاً و نهارًا, فمن شكر الله على نعمه زاد الله بنعم اكثر, ومن لا يشكر إن العذاب انتظره.
من نعم الله تعالى التي امتن بها علينا نعمة العقل، وشكرها بالتفكر في خلق الله سبحانه، والاستعانة به في تحقيق ما يرضي الله تعالى, ومن نعم الله تعالى التي امتن بها علينا ايضا نعمة الماء، وشكرها يكون بحمد الله تعالى عليها، والمحافظة على كل قطرة منه.
اذكر بعض الآيات تدل على النعم
v قال الله تعالى: ﴿ أمْ خَلقُوا مِن غيرِ شيءٍ أمْ همُ الخاَلقُون. أمْ خلقُوا السّماَواَتَ والأرضَ بلْ لاَ يُوقِنُون﴾ [الطور: ٣٦-٣٧[.
v يقول تعالى: ﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ [الواقعة: ٢٠- ٢١].
v قال الله عز و جل:﴿ وآتاَكُم مِن كلِّ مَا سألتُمُوهُ وإن تَعُدُّوا نِعمةَ الله لاَ تُحْصُوهَا إنَّ الإنسانَ لَظُلمٌ كَفَّارٌ﴾ ] إبراهم: ٣٤[.
v قال الله تعالى: ﴿ وهو الذى ارسَلَ الرياحَ بشرًا بينَ يدى رحمتِهِ وانزلناَ مِنَ السَّمَاءِ ماَءٌ طهُورًا * لنحيِي بهِ بلدةً ميِّتاً ونُسْقِيْهِ ممَّا خلقنَا انْعَامًا وأُناَسَى كثيرةٌ * ولقد صرفْنَاهُ بينَهُمْ ليذكروُا فأبىَ أكثرَ الناَّسِ الاَّ كفوراً ﴾ [ الفرقان: ٥٠- ٤٨ [.
v قال الله تعالى: ﴿ والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على اربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شئ قدير﴾ [النور: ٤٥].
v قال الله تعلى: ﴿ الله الذي رَفَعَ السَّمَواَتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلىَ العَرْشِ وَ سَخَّرَ الشَّمسَ و القمرَ كلٌّ يجري لاجَلٍ مُّسَمّىَ يُدَبِّرُ الاَمْرَ يُفَصِّلُ الاَياَتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاَءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُون﴾[الرعد: ٢].
Komentar
Posting Komentar