لإستيفاء الوظائف في
"مهارة القراءة"
المشرف:
أستاذ. صادقين
قدمها :
عرفان أوكتافينتو
كُلِيَّةُ اْلآدَابِ قِسْمُ اللُّغَةِ اْلعَرَبِيَّةَ وَأَدَبِهَا
جَامِعَةُ سُوْنَنْ أَمْبِيْلِ اْلإِسْلاَمِيَّةُ الْحُكُوْمِيَّةُ
سُوْرَابَايَا
۲۰١۰
استعمال لفظتي الريب و الشكّ
معنى الريب
ريب معناه صرف الدهر, الريب الريبة, الشكّ و التهمة. و أراب الرجل صار ذا ريبة, فهو مريب.
في حديث فاطمة ((يريبني ما يريبها)) أى يسوءني ما يسوءها, يزعجني ما يزعجها. و في حديث الظّبي الحاقف ((لا يريبه احد بشيء أي لايتعرض له و يزعجه.
قوله تعالى: ﴿ لا ريب فيه﴾ لا شكّ فيه.
ريب الدهر, صروفه و حوادثه, و ريب المنون, حوادث الدهر. قد تكرر ذكر الريب وهو بمعنى الشكّ مع التهمة[1].
في تفسير سورة "الطور: ٣٠", ريب المنون: يعني حوادث الدهر و صروفه, فيموت ويهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء أو يتفرق عنه أصحابه وإن آباه مات و هو شاب ونحن نرجو أن يكون موته كموت أبيه. المنون إسم للموت و للدهر و أصله القطع سميا بذلك, لأنهما يقطعان الأجل. أوقعه في الريبة وهي قلق النفس ووقوعها في التهمة[2].
معنى الشكّ
قال الليث: نقيض اليقين, و الفعل شكّ يشكّ شكّا[3].
الشكّ هو نقيض اليقين, جمعه شكوك. قد شككت في كذا وتشككت.
و شك في الأمر يشك شكا وشككه فيه غيره.
في الحديث: ((أنا أولى بالشكّ من إبراهيم)) لما نزل قوله تعالى:﴿ أولم تؤمن فقال بلى﴾ قال قوم لما سمعوا الآية: شكّ إبراهيم ولم يشكّ نبينا. فقال صلى الله توضعا و تقديما لإبراهيم على نفسه "أنا أحق بالشكّ من إبراهيم" أي أنا لم أشكّ و أنا دونه, و كيف يشكّ هو؟[4].
في تفسير سورة "يونس: ٩٤", الشكّ في موضع اللغة خلاف اليقين, والشك اعتدال النقيضين عند الإنسان لوجود أمارتين أو لعدم الأمارة و الشكّ ضرب من الجهل وهو أخص منه فكل شكّ جهل وليس كل جهل شكّا. فإذا قيل فلان شكّ في هذا الأمر فمعناه توقف فيه حتى يتبين له الصواب أو خلافه[5].
في تفسير سورة "إبراهيم: ١٠", استفهام إنكار و نفي لم إعتقدوه[6].
الفرق بين لفظتان
ورد في كتاب "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري، (ت 395هـ): "الفرق بين الشك والارتياب، أن الارتياب: شك مع تهمة، والشاهد أنك تقول: إني شاكٌّ اليوم في المطر، ولا يجوز أن تقول: إني مرتاب، وتقول: إني مرتاب بفلان، إذا شككتَ في أمره واتهمته".
وعرَّف الشك في موطن آخر بقوله: "وأصل الشك في العربية من قولك: شككتُ الشيء، إذا جمعتَه بشيء تدخله فيه، والشك: هو اجتماع شيئين في الضمير"، وذكر العسكري في حديثه عن الشك أنه وقوف بين النقيضين من غير تقوية أحدهما على الآخر، فالشاك: يجوِّز كون ما شك فيه على إحدى الصفتين؛ لأنه لا دليل هناك ولا أمارة.
الفرق بين الريبة والتهمة، فإن الريبة هي الخصلة من المكروه تُظن بالإنسان، فيشك معها في صلاحه، والتهمة: الحصيلة من المكروه، تظن بالإنسان أو تقال فيه، ألا ترى أنه يقال: وقعت على فلان تهمة، إذا ذكر بخصلة مكروهة، ويقال أيضًا: اتهمته في نفسي، إذا ظننت به ذلك من غير أن تسميه فيه؟ فالمتهم: هو المقول فيه التهمة، والمظنون به ذلك، والمريب: المظنون به ذلك فقط، وكل مريب متهم، ويجوز أن يكون متهمًا ليس بمريب[7].
وجاء في تفسير أبي السعود (ت 951هـ): "والريب في الأصل مصدر رابني، إذا حصل فيك الريبة، وحقيقتها قلق النفس واضطرابها، ثم استعمل في معنى الشك مطلقًا، أو مع تهمة؛ لأنه يقلق النفس ويزيل الطمأنينة"[8].
وقال في تعريف الريب: "والريب: ما لم يبلغ درجة اليقين، وإن ظهر نوع ظهور، ويقال: شك مريب، ولا يقال: ريب مشكك، ويقال أيضًا: رابني أمر كذا، ولا يقال: شكني، والشك سبب الريب، كأنه شك أولاً، يوقعه شكه في الريب، فالشك مبدأ الريب، كما أن العلم مبدأ اليقين، والريب قد يجيء بمعنى القلق والاضطراب".
فصار الريب مرتبطًا بالسوء، أو بما هو مكروه، وليس (الشك) كذلك، وفي محاولة للتفريق بين اللفظين:
الريب: حالة فكرية تميل نحو الاتهام وظن السوء.
والشك: حالة من الحيرة والاضطراب، يجعل اليقين يتذبذب ويتأرجح بين الأمرين.
من غير مرجِّح لأحدهما:
والشك: حالة فطرية تنشأ عند غياب الأمارة المرجحة، وعند الجهل بالحقيقة.
والريب: حالة مرضيَّة تؤدي إلى توهم الحقيقة، وترجح التهمة بغير دليل.
مراجع
· ابن منظور, للإمام العلامة, لسان العرب, القاهرة: دار الحديث,1423ﻫ/2003م.
· الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، تحقيق: إبراهيم الأبياري، القاهرة: دار الكتاب العربي، 1967م.
· العسكري، أبو هلال، الفروق اللغوية، تحقيق: حسام الدين القدسي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1401هـ/ 1981م.
· أبو السعود، محمد بن محمد العمادي، تفسير أبي السعود، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1411هـ/ 1990م.
·
[1] ابن منظور, للإمام العلامة, لسان العرب, المجلد الرابع, الصحفة 315- 316, القاهرة: دار الحديث,1423ﻫ/2003م.
[3] الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، تحقيق: إبراهيم الأبياري، القاهرة: دار الكتاب العربي، 1967م.
[7] العسكري، أبو هلال، الفروق اللغوية، تحقيق: حسام الدين القدسي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1401هـ/ 1981م
[8] أبو السعود، محمد بن محمد العمادي، تفسير أبي السعود. ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1411هـ/ 1990م
Komentar
Posting Komentar